"بيرزيت" مخيم يندثر تحت وطأة "مخيمات لم يُعترف بها بعد"!
رلا حسين- رام الله
خاص العودة
على جدران مخيم بيرزيت للاجئين الفلسطينيين شمالي رام الله، كُتبت ذات عبارات اللجوء الفلسطيني، وبين أزقّتها الضيقة ساحاتٌ لبراءة الأطفال، ومتنفّسٌ للسكّان بين تلك البيوت المتلاصقة.. هي معاناة لجوءٍ لا تختلف عن غيرها من معاناة اللجوء في مخيمات لبنان والأردن وسورية.
لكنّ ما يميّز مخيم بيرزيت ومخيمي قدورة وسلواد في الضفة الغربية المحتلة، هو أنّ ملامح اللّجوء تتلاشى شيئاً فشيئاً فيها لتُنكر وجود قاطنيها تحت وطأة مسمى "مخيمات لم يُعترف بها بعد"!
تجاهلٌ ممنهج..
لا الفقر ولا ألواح الزينكو ولا تلك الحجارة التي تشهد لجوء ساكني المخيم كافية بنظر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لتعترف به وتعطي سكانه حقوقهم كلاجئين.
فمخيم بيرزيت الذي يقع على بعد 7 كيلومترات إلى الشمال من مدينة رام الله، ما زال منذ تأسيسه عام 1948 نكرةً، ترفض "الأونروا" الاعتراف به، كما ترفض وزارات السلطة الفلسطينية ودوائرها وبلدية رام الله وكذلك مركز الإحصاء الفلسطيني، الاعتراف به على حدٍ سواء. إضافةً إلى كونه تعرّض لحملة ترحيل من عدة أطراف إسرائيلية وفلسطينية لامتلاك أرضه.
إذ يصل عدد سكان المخيم إلى 250 نسمة حسب آخر إحصائية أجرتها دائرة شؤون اللاجئين في 2010، ولا توجد أيّة إحصائيات رسمية عن مساحة المخيم وعدد سكانه وأصولهم. علمًا أنّ معظم سكانه ينحدرون من قرى كفرعانة والعباسية وسلمة وبيت نبالة واللد وأبو شوشة... إلخ.
وكانت دائرة شؤون اللاجئين قد حصلت في عام 2010 على موافقة من رئاسة الوزراء لبناء بعض البيوت، ولكن بعض الإجراءات عرقلت التنفيذ حسبما أكدت الدائرة، متذرّعين بأن دور الدائرة سياسي أكثر منه إغاثيًا.
ومع كل يوم جديد تتعاظم الأحلام وتكبر في مخيمات الضفة التي تتعالى على جراحها، ليس بيدهم سوى الحلم وإن فقدوه فقدوا الحياة.