بائع وردٍ جوّال يلملم شتات مخيم!
تقرير خاص شبكة العودة الإخبارية
في زاويةٍ صغيرة وسط السوق التجاري لمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، يقف الفتى محمد إبن الخمس عشرة أعوامٍ أمام عربته الصغيرة يبيع الورد بأنواعٍ وألوانٍ متعددة، تبعث ألوانها على المارين نسمة أملٍ تعيدهم إلى الحياة بعد أيامٍ من المعارك العنيفة التي شهدها المخيم قبل أسابيع قليلة.
محمد أوّل بائع زهور جوّال في عين الحلوة، يجول في شوارع المخيم يجرّ عربته الملأى بالورد يحاول من خلال وروده أن يداوي جراح المخيم المنكوب. يقول محمد لشبكة العودة الإخبارية «أهوى الورد كثيراً وأحببتُ أن أربيع الورد لأبناء مخيمي لأنثر الفرح بينهم بعيداً عن الرصاص والأحزان».
لا يعمل محمد في هذه المهنة فحسب بل هو نجار أيضاً، حيث يعمل في الدوام النهاري في منشرة، ولدى عودته يبدأ في جرّ عربته الصغيرة التي يحمّلها بالزهور الملونة المتعددة الأنواع.. يمشي بالقرب من المحلات التي دمرت بالكامل في دعوة ربما إلى إعادة تأهيل المكان وإعادة الحياة إليه.
محمد ترك المدرسة باكراً متوجهاً لتعلّم مهنة النجارة، يقول لشبكتنا «لم أحب التعليم يوماً، فتركت المدرسة لأتعلم مهنة النجارة، لأساعد عائلتي في تأمين متطلباتها».
ويضيف محمد قائلاً «كلّ ما نريده هو أن نعيش بسلامٍ وأمان بعيداً عن الاقتتال، يكفينا أننا لاجئين وقد حرمنا من العيش بكامل حقوقنا الإنسانية، لذلك دعونا نعيش بسلام»..
وفي وقتٍ تتوفر فيه لأطفال العالم كافة حقوقهم ورغباتهم، تجد الأطفال في مخيمات اللجوء قد حُرموا من أدنى تلك الحقوق وأبرزها الأماكن الهادئة والواسعة التي تمكّنهم من ممارسة طفولتهم، عدا عن توجه الأطفال لترك المدارس لعدم توفر الأجواء المناسبة للدراسة في تلك المخيمات..