"زهير رضوان" حرفي فلسطيني في أزقة "صيدا القديمة"
تقرير خاص شبكة العودة الإخبارية- صيدا
بالقرب من حي باب السراي في المنطقة القديمة لمدينة صيدا جنوبي لبنان، بدا اللاجئ الفلسطيني زهير رضوان، منشغلاً في تهيئة القوالب الخشبية لصناعة حرفياتٍ خشبية وكراسي ذات طرازٍ قديم.
وفي ورشة النجارة التي أسسها منذ نحو 50 عاماً، يعمل زهير جاهداً في أن يستمرّ في إعداد المصنوعات الخشبية والمنحوتات التراثية منها الكراسي ذات الطابع التقليدي. ويحاول رضوان أن يواكب طلبات زبائنه الذين يقصدون أزقة صيدا القديمة للتعرف على العمارة الأصيلة والعريقة في البلدة.
ورغم تواجد العديد من شركات المفروشات والورشات الكبيرة لتصنيع الأثاث في مدينة صيدا، إلاّ أنّ زهير الذي ينحدر من عكا، لا يزال مستمراً في ورشته الصغيرة التي تتوسط الحارات القديمة للمدينة. ويقول زهير لشبكة العودة الإخبارية «لا أخفي أحداً أنّ السوق يواجه حالة كساد نوعاً ما هذه الأيام، إلاّ أنّ هذا الحال يعمّ الجميع، لذلك أعمل على تطوير الورشة حتى يستمرّ عملنا ونستقطب المزيد من الزبائن».
الحياة لفسطينيي صيدا القديمة..
في تلك الأحياء القديمة، يمتهن غالبية الفلسطينيين مهن صيد الأسماك والتجارة، يعيشون مع جيرانهم أبناء صيدا عيشةً متقاربة تجمعهم عشرات السنوات التي مضت منذ تهجيرهم.
فأكثر من 7000 عائلة فلسطينية لاجئة تعيش في تلك الأحياء لتشكّل ما نسبته 70% من سكان صيدا القديمة.. تتقاسم أعباء التهجير مع آلاف اللاجئين غيرهم على كافة الأراضي اللبنانية.
فمن جهة الوضع الاجتماعي، تجد الكثير من منازل الفلسطينيين ذات أوضاع مزرية وغير مؤهَّلة للسكن، من حيثُ بنائها الداخلي المتداعي، وكونها آيلة للسقوط.
أما من جهة الطبابة، فتجد أنّ المستشفيات الطبية التي تتعاقد مع وكالة "الأونروا" لا تفي حقّ الفلسطيني من أبناء صيدا القديمة في العلاج الكامل، فيضطر إلى الذهاب للمستشفيات الخاصة. ويدخل في دوامة تأمين المستحقات المالية لهذه المستشفيات كي يعالج نفسه وعلى الأغلب لا يتمكّن من تأمين تلك المستلزمات.