بكفي حصار
إياد الفرا
كاتب فلسطينيأطول حصار في التاريخ الحديث، وعلى مدار ما يزيد على 10 سنوات، لم يكفِ انتقام الاحتلال من الشعب الفلسطيني، ليحول غزة إلى أكبر سجن في العالم يضم ما يقارب 2 مليون إنسان في ظروف إنسانية ومعيشية كارثية، والحديث عن الحصار ومواجهته أصبح يكاد روتينيًّا ويوميًّا، متجاهلًا معاناة المرضى والجرحى والطلاب وتشتيت الآلاف من العائلات والأسر الفلسطينية.
25000 إنسان مسجلون للسفر المستعجل على معبر رفح؛ بعضهم يعاني من أمراض القلب والسرطان، ينتظرون أملًا من البوابة المغلقة أن تبتسم لهم، ويترقبون إعلانًا بفتح المعبر كي يتمكنوا من تلقي العلاج والتغلب على آلامهم، حيث صارت بوابة معبر رفح تفتح لإعادة جثثهم من الخارج بعد أن فاتهم قطار العلاج بسبب الحصار.
الاحتلال يتفنن في حصار قطاع غزة، ومنع إدخال مواد البناء ضمن سياسة التفاصيل التي يتبعها ضد المواطنين، وحصرها في نوع معين من السلع الغذائية أو مواد البناء، ويتدخل في نوع السلعة.
لم يقف الحد عند ذلك، بل أصبح الحديث عن حجم السمك الذي يمكن اصطياده على حدود غزة، وكم مترًا سيسمح بها للدخول إلى البحر، والأدهى أصناف الأدوية التي يجب أن تدخل للمرضى حيث تفتقد مستشفيات غزة لـ350 صنفًا من الأدوية إلى جانب مخازن الأدوية الخاوية في غزة.
أراد رابين أن يغرق غزة في البحر، وفشل في ذلك، وأجبر الاحتلال على الانسحاب منها، تحت وقع المقاومة، ليأتي هولاكو جديد ينفذ ذلك من خلال الحصار وتركها بين الموت والحياة للهدف ذاته لكن هذه المرة وجد من يشجعه على ذلك من الفلسطينيين وبعض العرب.
الفقر والبطالة وصعوبة الحياة هي مفردات الحصار الغاشم على غزة منذ ما يزيد على 10 سنوات لسبب رئيس وهو معاقبة الشارع الفلسطيني على تبني مشروع المقاومة كمنهج لمواجهة الاحتلال، وبتواطؤ من الأمم المتحدة تحت عنوان ما يسمى اللجنة الرباعية.
لعل مباحثات القاهرة والدوحة وإسطنبول تستدرك ما يحدث وتخفف الكارثة وآثارها، تصل إلى قناعة أنه آن الأوان لقتل الحصار والتخلص منه وإلقائه في البحر، بعد أن فشلت ثلاث حروب في إخضاعها أو رميها في البحر.
أضف تعليق
قواعد المشاركة