قراءة في لوحات "دافنشي فلسطين"

منذ 9 سنوات   شارك:

بقلم ياسمين محمد

"على عتبة الدار"، معرض برعاية جمعية تواصل للفنان الشاب المحترف أحمد الدنان، أستاذ مادة التربية الفنية في مدارس الإيمان في صيدا.

عندما تطأ قدميك مدخل المعرض، تنتابك رجفة غريبة، لعلها تعود بك إلى زمن طفولتك وأنت تبحث في ثنايا الوقت عن طفولة ضائعة. يغمرك الحنين لعالمك الطفولي الخاص وأنت تحدق بلوحات تنطق كل واحدة منها حكاية تختلف عن الأخرى ولكن ما يوحدها جميعها هو لغة الأرض المسلوبة وطفولة تكبر قبل أوانها، لأن أطفال اللجوء يولدون رجالا ويكبرون قبل أوانهم أيضاً.

واقع أليم فرضه علينا لجوء قاهر. ولكننا رغم ذلك لازلنا نحلم بالعودة!ونحلم ونحلم!

وها هي الطفولة في لوحات أحمد الدنان تعكس حلم العودة بلغتها الخاصة، فهناك تلك الطفلة البريئة تطل برأسها من وراء ستار خيمة متواضعة، تلك الخيمة التي نصبناها دهراً وعندما خرجنا من الوطن كنا نسمع جدي يقول "مش مطولين يابا، كلها يومين وبنرجع"، وانتهى اليومان وامتدت الأيام لتصبح ٦٩ عاماً.!!

خيمة، وما أدراك ما الخيمة. تلك الخيمة التي استحملت تضاريساً مختلفة ومناخات متقلبة، تلك الخيمة التي امتزج قماشها بوحل الشتاء ولهيب الصيف، تلك الخيمة التي أنشأت جيلا لا يعرف الخنوع ولا الاستسلام، وخرّجت اجيالا من الأطباء والمثقفين والمعلمين.

حقا كانت خيمة قاسية ولاتزال حتى الآن رمز الألم ولغة الجلاد التي يحاورنا بها ونحاوره بها!!!

تخطو بعض الخطوات لتقف أمام لوحة أخرى، إنها طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة تؤكد على حقها بأن تعيش مثل باقي الأطفال، تشد بيدها على لعبتها الجميلة وتأبى مفارقتها!! وطفل اخر يرتدي قميصا زهري اللون تتخيله لوهله أنه يمشي أمامك مزهوا بثياب العيد الصيفية المتماشية مع انغام وألوان الموضة هذا العام!!!

وآخر يحضن قنينة ماء وكأنه لا يوجد غيرها، لربما كان يحدث نفسه عن جدوى ونفع هذه القنينة في صيف لجوء شحيح بلا ماء. هل ستكفي العائلة للشرب ام لتبدل بها والدتة ثياب أخته الرضيعة وتعد لها قنينة حليب اللجوء أيضا!!!

فهذا الفنان الشاب، يؤكد من خلال لوحاته على حتمية العودة واهمية الاعتراف بحقوق الطفل الفلسطيني اللاجىء،رسم الطفولة كما هي بلا زيادة أو تنمق. بعثر محتويات علب التلوين مزج الألوان بفكره قبل أن يحركها بأنامله، أمضى ستة شهور يرسم الطفولة ويعيش مع الطفولة بكل لحظاتها ليرسم لنا طفولة فلسطين المتماشية مع واقع اللجوء ليطلق صرخة عنوانها على عتبة الدار!

ترى هل نبقى ننتظر على عتبة الدار، أم ستفتح لنا الأبواب يوما ليدخل كل فلسطيني داره بعد كل هذه النكبات!!! 

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

القضية الفلسطينية في لبنان: صراع سلطة أم تصفية حقوق؟

بين الحديث عن نزع السلاح وبيع العقارات، يبقى الفلسطيني في لبنان خارج معادلة القرار، محروماً من حقوقه المدنية والاجتماعية، ومطالباً… تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون