شهادات فلسطنيي لبنان الجامعة.. حبر على ورق بسبب منع العمل

منذ 8 سنوات   شارك:

"الفلسطيني سلاحه الوحيد هو العلم"، جملة طالما نسمعها في أوساط المجتمع اللبناني، تؤكد على إصرار الشعب الفلسطيني بأن يحمل شهادات ترفع إسم بلاده عالياً، ليبقى إسم فلسطين في طليعة الدول الحاصلة على أعلى نسبة تعليم في العالم، ولكن سؤال يطرح نفسه، ما كان مصير هذا السلاح؟

عبد الناصر نموذج عن الكثير من الفلسطينيين الذين إفترى عليهم القانون اللبناني بسبب جنسيتهم الفلسطينية، فعبد الناصر حصل على شهادة في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية عام 1992، فكان ثمن هذا الحلم، أن يعمل طيلة حياته على "مركبة" لتوزيع المواد الغذائية، علّه يؤمن لقمة عيش كريمة.

أما احمد، فحاله لا يختلف عن حال غيره من الفلسطينيين، فبعد أن نال شهادة في هندسة الإتصالات، سعى مراراً من أجل الحصول على وظيفة في لبنان، إلا أن القانون وقف في وجهه وأجبره أن يعمل على عربة لبيع القهوة.

على الرغم من المبادرة الإنسانية التي قام بها وزير العمل اللبناني طراد حمادة والتي هدفت بدورها إلى تحسين ظروف العمل للفلسطيني في لبنان، ما زالت شهادات الكثير من الشباب الفلسطيني، حبر على ورق.

ففي حزيران 2005 أصدر حمادة مذكرة رقم1/ 67 تسمح للفلسطينيين العمل في المهن اليدوية والحرفية والتي كانت محصورة باللبنانيين فقط، ولكن ضمن شروط معينة، منها أن يكون فلسطينيًا مولوداً على الأراضي اللبنانية ومسجّل بشكل رسمي في سجلات وزارة الداخلية اللبنانية.

وفي 2010، عدّل البرلمان الفقرة الثالثة من المادة 59 من قانون العمل اللبناني رقم 128، فتمّ بموجبه إعفاء الفلسطيني من شرط المعاملة بالمثل وإلغاء رسم إجازة العمل، دون أن يشمل هذا التعديل العاملين في المهن الحرة، كون أن المهن الحرة لا تخضع لشروط قانون العمل اللبناني، بل لها شروطها و قوانينها الخاصة.

وأشار فارس عايش، عضو في ائتلاف حملة حق العمل للاجئين الفلسطينيين في لبنان، لجريدة المدن الإلكترونية، " أن القوى العاملة الفلسطينية لا تشكل أكثر من 5% من مجموع القوى العاملة في لبنان "، فهي بالتالي لا تشكل منافسة لليد العاملة اللبنانية.

في دراسة أجرتها وكالة الغوث "الأونروا" بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت صيف 2010، تبين أن 56% من الفلسطينيين القادرين على العمل يعانون من البطالة، فيما يقبل ثلثاهم العمل بوظائف بسيطة كبائع متجول أو مزارع أو عامل بناء ويصنفون بالتالي ضمن لائحة الفقراء، وأشارت الدراسة إلى أن 66% من اللاجئين يعيشون تحت خط الفقر، وحوالي 50% من العمال الفلسطينيين يتقاضون أقل من الحد الأدنى للأجور.

وبعد الإطلاع على رسالة الماجستير في حقوق الإنسان للأستاذة سوسن صبح، أشارت إلى أن "رغم الحماية التي أقرتها المواثيق الدولية وخاصة إتفاقية جنيف "1951" والتي عرفت بإتفاقية اللاجئ، فقد برز تمييز لوضع اللاجئين الفلسطينيين عن باقي اللاجئين من جنسيات مختلفة، فقد ورد في المادة 1 – د من هذه الإتفاقية أنّه " لا تنطبق هذه المادة على الأشخاص الذين يتلقون المساعدات من وكالات أو هيئات الأمم المتحدة، وقد وضع هذا النص عمداً بدافع إستثناء اللاجئين الفلسطيننين، وقد ورد في المادة 1 – د من إتفاقية جنيف إستثناء، يسمح لهؤلاء اللاجئين الإستفادة من الحماية التي توفرها في حال توقف الوكالة عن تقديم الخدمات و المساعدات.

وأوضحت سوسن في رسالتها أن " حق العمل هو حق إنساني، وليس منّة من أحد، فمن حق كل إنسان أن يعيش بكرامة، وقد كفل ميثاق الأمم المتحدة والإتفاقيات الدولية هذا الحق، مؤكدة أن حق العمل لا يلغي حق العودة. 

 

المصدر: القدس دوت كوم 



السابق

طلاب فلسطينيون يختتمون مخيم القيادات الشابة في شمالي قبرص

التالي

مصور فلسطيني يفوز بالمرتبة الأولى بمسابقة لـ"ناشيونال جيوغرافيك"


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير