فلسطينيو سوريا ..."نكبة" تنزف مرتين وأكثر من 900 فلسطينيا قتلوا منذ بداية الاحداث

منذ 11 سنة   شارك:

قبل أربع سنوات، لم يكن الحزن سوى ضيفا عابرا، على منزل "ماجد الخليلي” في مخيم "حمص” للاجئين الفلسطينيين، في سوريا، والشيء الوحيد الذي كان يؤرّق تلك العائلة الفلسطينية اللاجئة، هو أن يتعطّل جهاز الحاسوب، أو التلفاز، أو غيرها من التفاصيل الصغيرة.

أما اليوم فقد توقفت حياة عائلة "الخليلي”، وبات الحزن رفيق كل أوقاتها، بعد أن تشردت، وفقدت طفلها نور الدين "سبعة أعوام”، الذي قُتل بعد أن اخترقت رصاصة رأسه.

وتروى العائلة في شهادتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وهي تسجّل أرقامها وحكاياتها، عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، إنّها لم تعد تشعر بالأمان في حمص كما كان سابقا، إذ بات يلفها مصير "اللجوء والتشرد”.

وعائلة الخليلي، واحدة من آلاف العائلات، التي تؤرخ فصول نكبة جديدة، يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، إذ صار الحزن الدائم، والخوف رفيق أيامهم.

وتقول الوكالة الأممية "أونروا” إن أحداث العنف الدائرة في سوريا والتي تدخل عامها الرابع، أثرت على حياة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.

وأكدت في تقرير لها يرصد أوضاع الفلسطينيين هناك في ذكرى النكبة الـ"66”، أن اللاجئين في سوريا سجلوا فصلا جديدا من المعاناة، وباتوا يشهدون أيام نكبتهم الأولى عام 1948.

وفي الخامس عشر من مايو/ آيار في عام 1948 استيقظ نحو تسعمائة ألف فلسطيني على واقع تهجيرهم، وطردهم من قراهم ومدنهم في فلسطين التاريخية.

وفي كل عام من ذات التاريخ يحيي الفلسطينيون ذكرى نكبة المهجرين عام 1948 والبالغ عددهم( 957 ألف) فلسطيني حسب تقديرات الأمم المتحدة عام 1950.

وقال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في إحصائية تلقت وكالة الأناضول نسخةً عنها، في الذكرى الـ"66” للنكبة إنّ عدد اللاجئين الفلسطينيين حتى نهاية العام الماضي 2013 وصل إلى 5.9 مليون نسمة، يتوزعون على 58 مخيما بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.

وتقول "أونروا” إنّ اللاجئين الفلسطينيين في سوريا هم من ضمن أكثر المتضررين من النزاع لأنهم يعانون من الفقر منذ وقت طويل قبل بداية الحرب، ويعيشون أوضاعا لا يمكن وصف قسوتها في الوقت الراهن.

وبحسب "أونروا” فإن من أصل 540 ألف لاجئ فلسطيني مسجل لديها في سوريا، فإن 270 ألف شخص منهم أصبحوا الآن نازحين في البلاد.

وقد فر نحو 80 ألف شخص إلى خارجها، ووفق "أونروا” فقد وصل 51 ألف شخص إلى لبنان، و11 ألف إلى الأردن، و5 آلاف شخص إلى مصر، فيما فرت أعداد أخرى إلى تركيا وغزة وأماكن أوروبية.

وتطل مخيمات اللاجئين في سوريا كشاهدٍ على مأساة الفلسطينيين في سوريا، ومعاناتهم التي تزداد يوما بعد آخر.

ويعد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق أبرز تلك الشواهد، إذ توثق تقارير المنظمات الإنسانية داخل وخارج سوريا وفاة عشرات الأطفال في المخيم والذين يعانون من سوء التغذية، وبأن نساء هناك يتوفين أثناء الولادة بسبب نقص الخدمات الطبية.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية، قد أعلنت في بيان لها أن عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، بسبب الجوع، وصل إلى 126 شخصا.

وتؤكد "أونروا” أن الحياة في مخيم اليرموك متوقفة بشكل تام، وتصفها بـ”الرهيبة” وأن نحو 18 ألف فلسطيني يقطنون في المخيم يعانون نقصا حادا في إمدادات الوقود والغذاء وانقطاع الكهرباء وتوقف عمل المراكز الصحية والمستشفيات.

وتقول "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا” (هيئة تضم من النشطاء الفلسطينيين والسوريين توثق الأحداث الدائرة في سوريا) إن نحو 990 فلسطينيا سقطوا قتلى منذ بداية الاشتباكات بين النظام والمعارضة حتى اللحظة.

وما يجري للفلسطينيين في سوريا، هو باختصار نكبة جديدة تكاد في تفاصيلها تكون أشد قسوة ومرارة من نكبة "48”، كما يصف رامي عبده رئيس المرصد الأورمتوسطي لحقوق الإنسان.

ويقول عبده في حديث لوكالة الأناضول إن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يعانون من ظروف إنسانية، صعبة لا يمكن وصفها.

ووفق إحصائيات وشهادات المرصد الأورمتوسطي، فإنّ انعدام الأمن دفع الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين إلى ركوب البحر بحثا عن الحياة، لينتهي المقام بالعشرات منهم ضحايا مجهولين في مقابر الأرقام.

وأكد عبده أن اللاجئ الفلسطيني الذي فر من جحيم أتون الحرب الدائرة في سوريا، يعاني في دول الجوار، ولا يتمتع بحقه كـ”لاجيء” ما يدفعه للهرب إلى أوروبا، حيث يستقل المئات القوارب للبحث عن مكان آمن، حتى لو وقع فريسة الموت والمصير المجهول.

وتابع:” وفق تقارير المرصد فقد غرق 500 طالب لجوء قبالة السواحل الأوروبية منذ مطلع 2013، ووصل نحو 6 آلاف من اللاجئين إلى ايطاليا وهي الوجهة الأقرب لهم والأكثر تفضيلا”.

وأشار عبده إلى أن اللاجئين الفلسطينيين يستقلون قوارب صيد، لا تتمتع بأي حماية، ويلقون بأنفسهم في مواجهة الموت.

وطالب عبده المجتمع الدولي بالتحرك من أجل وضع حدّ لمأساة اللاجئين الفلسطينيين ، وأن يتم الضغط على الدول التي تستضيفهم من أجل منحهم حقوقهم، وعدم إساءة معاملتهم.

ودعا عبده إلى تفكيك أسباب وعوامل التحريض والتمييز ضد اللاجئين الفلسطينيين من سوريا، في دول الجوار، كي لا يدفعهم الواقع القاتم للهرب من الموت إلى موت جديد.

المصدر: وكالات



السابق

تماشياً مع حملة "انتماء" دوري كرة قدم في الدوحة احياءاً لذكرى الـ66 للنكبة

التالي

"بعد اعتقالها لطفل من فلسطيني سورية بحجة إنتهاء إقامته، الأمن العام اللبناني يستعد لترحيله


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير