اختراع وابتكار
الفلسطينية "زهراء الحاج" تتفوّق أكاديمياً وتُبدع بابتكارٍ هندسي في قبرص التركية
هبة الجنداوي – خاص لشبكة العودة الإخبارية
تجربة اللجوء تجعل المرء يتحدّى نفسه ومجتمعه ليُثبت وجوده، تجعله يشعر بغيره، يهتمّ بقضايا المهمّشين، يوظّف إبداعه ونجاحه لأجلهم انطلاقاً من حسّه الإنساني الذي لم تُطفئه مرارة اللجوء... كلماتٌ تختصر مسيرة الشابة الفلسطينية اللاجئة في لبنان "زهراء الحاج".
"زهراء" الطالبة المتفوّقة تخرّجت مؤخراً من جامعة شرق البحر المتوسط بتخصص الهندسة الطبية الحيوية حاصلةً على المرتبة الثانية على دفعتها بمعدل 3.986 من 4، تفوّقت أكاديمياً وبمشروع تخرّجها الذي كان عبارة عن كرسي متحرك مخصّص لمرضى الشلل الرباعي الذين لا يستطيعون تحريك سوى رؤوسهم.
صمّمت زهراء الكرسيّ بحيث يتحرّك وفق اتجاه رأس المريض، مما يتيح له حرية الحركة والاعتماد على نفسه بشكل أكبر، وهو ابتكار إنساني يهدف إلى تحسين جودة حياة هذه الفئة من المرضى.
مشروع "زهراء" حصد المرتبة الأولى كأفضل مشروع في الهندسة الطبية والهندسة الكهربائية للعام الأكاديمي 2024-2025. فقد أحسنت زهراء في أن تخلق توازن بين تخصصين جامعيين تدرسمها في آنٍ معاً تخصص الهندسة الطبية الذي تخرّجت منه مؤخراً، وتخصص الهندسة الكهربائية والإلكترونية الذي من المتوقع أن تُنهيه خلال الفصل الدراسي القادم، لتكون قد أنجزت التخصصين في مدة 4 سنوات ونصف فقط.
تقول زهراء لشبكة العودة الإخبارية «كنتُ تلميذة في مدرسة "دير ياسين" التي كان يديرها الشهيد الأستاذ فتح شريف، وكنت دائماً من الأوائل على صفي حتى شهادة البكالوريا، حيث نلتُ المرتبة السادسة على مستوى لبنان. هذا التفوق أهّلني للحصول على منحة دراسية كاملة في قبرص التركية».
تضيف زهراء لشبكتنا «رسالتي لكل شاب فلسطيني ولكل طالب مهما كانت ظروفه أن لا تتخلوا عن طموحاتكم، ولا تسمحوا للصعوبات بأن توقفكم. تابعوا مسيرتكم التعليمية مهما كانت الظروف قاسية، فالعلم هو سلاحنا الحقيقي، وهو طريقنا لرفع اسم فلسطين عالياً»...
تتمنى الشابة الفلسطينية أن يكون نجاحها هذا خطوة في طريق دعم أبناء شعبها، وأن تتمكن من خلال تخصصها في الهندسة الطبية من خدمة المصابين والجرحى ومن فقدوا أطرافهم بسبب الاحتلال في وطنها.
أضف تعليق
قواعد المشاركة