بيروت - 29/12/2025

في سابقة إعلامية، تمكنت مؤسسة “هوية” (المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية) من حسم الجدل الدائر حول الأصول الحقيقية للمرشح الرئاسي الهندوراسي الذي حل في المرتبة الثانية، سلفادور اليخاندرو نصر الله، مؤكدةً جذوره الفلسطينية القاطعة عبر وثائق تاريخية حصرية تعود إلى فترة الانتداب البريطاني.

ففي تقارير سابقة أشارت العديد من وسائل الإعلامية دولية مثل رويترز وBBC ، ووسائل إعلام عربية مثل قناة الحدث أو جريدة الشرق الأوسط والعديد من الوسائل الإعلامية اللبنانية إلى أنه أصوله لبنانية وحدد البعض أن جذور سلفادور نصرالله تعود إلى منطقة الشوف في جبل لبنان.، في المقابل نشرت زسائل إعلامية أخرى أن أصوله فلسطينية من بيت جالا دون ذكر المزيد من التفاصيل.

من تروخيو إلى بيت جالا: قصة الجد الرائد

كشفت “هوية” أن وجود عائلة سلفادور نصر الله في هندوراس يعود إلى جده، عيسى عودة نصر الله، المولود في بيت جالا بفلسطين عام 1886.

تزوج عيسى نصر الله من زهراء إبراهيم قمصية (المولودة في بيت جالا عام 1892) في تشرين الثاني 1913، وسافرا في الشهر نفسه إلى هندوراس. استقر الجد المؤسس في سان بيدرو سولا قبل أن ينتقل إلى مدينة تروخيو، حيث أسس عمله كتاجر.

وثائق الانتداب البريطاني تحسم الجدل

للتدليل القاطع على هذه الأصول، حصلت “هوية” على وثائق رسمية تعود إلى أربعينيات القرن العشرين، من بينها طلب تقدّم به الجد عيسى نصر الله للحصول على الجنسية الفلسطينية (بعد أن كان مسجلاً بالتابعية العثمانية أو التركية).

وتظهر تعليقات دائرة الهجرة على هذا الطلب، الذي قُدم بينما كان مقيماً في هندوراس، أنه كان لا يزال يحافظ على روابط مباشرة مع فلسطين، بما في ذلك تواصله المستمر مع والدته ووالدة زوجته، وملكيته لبيت مكون من خمس غرف وأراضٍ بقيمة 200 جنيه إسترليني في بيت جالا. وقد حصل الجد عيسى نصر الله على شهادته الفلسطينية في 18 ديسمبر 1942.

أسماء الأعمام والعمات تُكشف لأول مرة

قدمت المؤسسة شجرة العائلة الموثقة، والتي تؤكد أسماء أعمام وعمات المرشح سلفادور نصر الله، الذين لم يُكشف عنهم إعلامياً بدقة، وهم:

• الأبناء الذكور: مانويل، اليخاندرو (والد سلفادور)، ونعيم (الذي أشار إليه سلفادور في منشورات سابقة).

• البنات الإناث: أولغا، أميريكا (ميكا)، لوسيا، وأسما.

يُذكر أن “هوية” تحتفظ بالمزيد من البيانات المتعلقة بشجرة عائلة نصر الله من بيت جالا والتي تعود لفترة الحكم العثماني، وتعمل على تدقيقها أولاً بأول، إضافةً إلى العديد من المعلومات والوثائق المتعلقة بالجالية الفلسطينية في هندوراس وبقية دول أمريكا اللاتينية.

“تُظهر وثائقنا أن عائلة نصر الله جزء أصيل من تاريخ بيت جالا، وتاريخ الهجرة الفلسطينية الرائدة إلى أمريكا اللاتينية. إن إصرار الجد عيسى نصر الله على الحفاظ على جنسيته الفلسطينية وملكياته في الأربعينيات، بالرغم من استقراره في هندوراس، يؤكد قوة ارتباطه بالوطن. نأمل أن يكون هذا الكشف بمثابة إلهام لكل أبناء الجالية الفلسطينية في المهجر.”