بيان صحفي
بيان صادر عن مؤسسة العودة الفلسطينية في الذكرى التاسعة والأربعين لمجزرة تل الزعتر
في ١٢ آب (أغسطس) من عام 1976، شهدَ العالمُ على مجزرةِ تلِّ الزعتر، حين حوصِرَ المخيَّمُ اثنين وخمسين يوماً تحتَ القصفِ والتجويع، قبل أن يُقتحم وتُرتكَبَ فيه واحدةٌ من أبشعِ الجرائم، حيث أُزهِقَتْ أرواحُ الآلافِ من اللاجئينَ الفلسطينيين، معظمُهم من النساءِ والأطفالِ والشيوخ. كانت الجريمةُ محاولةً لإخمادِ صوتِ الحقِّ، وكسرِ إرادةِ شعبٍ لم ينسَ أرضَهُ ولا هويَّته.
واليوم، وبعد ما يقارب نصفَ قرن، نرى في غزَّة المأساةَ ذاتَها تتكرَّرُ بأدواتٍ مختلفة، لكن بعقليةٍ واحدة، تسعى إلى شَطبِ حقِّ العودة، واقتلاعِ شعبِنا من جذوره. من تلِّ الزعترِ إلى غزَّة، يبقى الخيطُ الذي يربطُ جراحَ الأمسِ واليوم هو الإصرارُ على الحياةِ والتمسُّكُ بالحقِّ، مهما طالَ الزمن.
إنَّ مؤسسةَ العودةِ الفلسطينية، إذ تستحضرُ ذكرى شهداءِ تلِّ الزعتر، تؤكِّد أنَّ هذه الدماءَ الزكيَّة ستظلُّ وقوداً لمسيرةِ الحريةِ والعودة، وأنَّ الحقوقَ لا تسقطُ بالتقادم، ولا تُختزلُ في اتفاقاتٍ أو حلولٍ مؤقَّتة. إنَّ حقَّ اللاجئينَ في العودةِ إلى ديارِهم التي هُجِّروا منها عامَ 1948 حقٌّ أصيلٌ، ثابتٌ، غيرُ قابلٍ للتنازلِ أو المساومة، وهو جوهرُ قضيتِنا ومحورُ نضالِنا.
وتدعو المؤسَّسةُ إلى تكثيفِ الجهودِ السياسيةِ والقانونيةِ والشعبية من أجل استردادِ حقوقِ شعبِنا كاملةً، من تلِّ الزعترِ إلى غزَّة، مؤكِّدةً أنَّ التخلِّي عن الحقوقِ لن يُعيدَها، بل إنَّ التمسُّكَ بها والإصرارَ على ملاحقةِ المجرمينَ هو الضمانةُ لعدمِ تكرارِ المجازرِ وسرقةِ الأوطان.
مؤسسة العودة الفلسطينية
بيروت، ١٢ آب ٢٠٢٥
أضف تعليق
قواعد المشاركة