تسارعت وتيرة الحراك الفلسطيني في لبنان سياسيا وامنيا، وبدت بين هاجسي الامن ومنع الفتنة، في تحدين داخلي بعدما عادت الخلافات "الفتحاوية" لتؤرق المسؤولين في اعقاب تصاعد وتيرتها بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعضو اللجنة المركزية السابق المفصول العقيد محمد دحلان، وخارجي.. في منع لهيب كرة النار السورية والخلافات اللبنانية من الامتداد نحو فتنة مذهبية او اقتتال مع الجوار اللبناني.

وعلمت "صدى البلد" ان اجتماعا موسعا عقد في السفارة الفلسطينية في بيروت شارك فيه سفير فلسطين في لبنان اشرف دبور، وضم ممثلين عن فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" فتحي ابو العردات (فتح)، صلاح اليوسف (جبهة التحرير الفلسطينية)، علي فيصل وعدنان ابو النايف (الجبهة الديمقراطية) وسمير لوباني "ابو جابر" (الجبهة الشعبية) وعن تحالف القوى الفلسطيني علي بركة واحمد عبد الهادي (حماس)، ابو عماد الرفاعي وشكيب العينا (حركة الجهاد الاسلامي)، وعن "القوى الاسلامية" الشيخ جمال خطاب وابو اسحاق المقدح (الحركة الاسلامية المجاهدة)، الشيخ ابو طارق السعدي والشيخ ابو شريف عقل وابو سليمان السعدي (عصبة الانصار الاسلامية)، اضافة الى محمود حمد (انصار الله) حيث جرى مناقشة بنود مبادرة لتحييد الوجود الفلسطيني في المخيمات وحماية العلاقات الفلسطينية ـ اللبنانية بدعم من القوى السياسية والامنية اللبنانية على ان اعلانها رسميا من مخيم عين الحلوة قريبا حيث من المرجح ان يكون يوم الجمعة المقبل، نظرا لرمزيته السياسية وأهميته المعنوية وكونه تحت مجهر الاضواء الامنية والاعلامية.

وذكرت مصادر المشاركين لــ "صدى البلد"، ان الاجتماع كان ايجابا ودام نحو ثلاثة ساعات وتناول اهمية المبادرة بعنوانها الفلسطيني العام وحماية المخيمات كونها قضية سياسية بامتياز وتمثل اللاجئين والعودة، والحفاظ على العلاقات اللبنانية الفلسطينية كونها اساسا لوأد اي فتنة لا يستفيد منها الا العدو الصهيوني الذي يغتصب فلسطين ويهدد لبنان.

واشارت المصادر، ان السفير دبور افتتح الجلسة بالتأكيد على اهمية الوحدة الفلسطينية لدرء اي خطر تتهدد المخيمات وان المبادرة فلسطينة وجامعة وتجيب عن الهواجس الفلسطينية واللبنانية معا، عارضا لمقدمة المبادرة التي نالت اعجاب وتأييد الجميع، قبل ان يشغل جهاز للتشويش على الاجهزة الخليوية لتحويل الاجتماع الى مغلق ومن دون اتصالات هاتفية، وبعدها أولم على شرف المشاركين في حرم السفارة.

وعلمت "صدى البلد"، ان المشاركين اتفقوا على تشكيل لجنة لصياغة المبادرة مؤلفة من الشيخين "جمال خطاب وابو شريف عقل (القوى الاسلامية)، الحاج رفعت شناعة وصلاح اليوسف (المنظمة)، احمد عبد الهادي وشكيب العينا (التحالف) ومحمود حمد (انصار الله)، على ان تعقد اليوم الثلاثاء اول اجتماع في عين الحلوة وتنجزها لعرضها بشكل نهائي على القوى الفلسطينية واطلاقها من عين الحلوة رسميا.

عودة اللينو

هذا ويتوقع ان يعود قائد "الكفاح المسلح الفلسطيني" في لبنان سابقا العميد محمود عبد الحميد عيسى "اللينو" الى لبنان بعد زيارة قادته الى الامارات العربية المتحدة لعدة ايام التقى خلالها بالسيدة جليلة دحلان زوجة العقيد محمد دحلان بحضور القيادي الفتحاوي سمير مشهراوي.

واعتبرت اوساط فلسطينية، ان زيارة "اللينو" الى دحلان علنا تأتي بمثابة رد مباشر بعدما عمد الرئيس الفلسطيني "ابو مازن" الى اتهامه ودحلان بالخيانة، وبعدما عمدت في وقت سابق وبناء على توصية المشرف العام على الساحة اللبنانية عضو اللجنة المركزية عزام الاحمد من تجميده ووقف مخصصاته المالية وموازنته الخاصة.

اجتماع عسكري

بالمقابل، تراس قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب اجتماعا مركزيا لقادة الكتائب العسكرية في لبنان وذلك في مقره في "الامن الوطني" في البركسات في عين الحلوة، قائلا ان "فتح" ستبقى قوية وموحدة، عصية عن الانقسام او الفرقة، وهي تواجه استحقاقين هامين داخلي في حفظ امن المخيمات واستقرارها مع القوى الفلسطينة كافة وخارجي في حمايتها من تداعيات الخلافات اللبنانية والاحداث الامنية السورية،

واكد اللواء ابو عرب ان الموقف الفلسطيني حيادي ولن يكون الى جانب طرف ضد طرف في التجاذبات الداخلية اللبنانية اللبنانية، منوها بالجهود المشتركة التي تقوم بها كافة الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية من اجل الحفاظ على امن وسلامة اهلنا في المخيمات والجوار، نافيا في الوقت نفسه، الشائعات التي تحدثت عن تعرضه لمحاولة اغتيال في منطقة البركسات، معتبرا انها شائعات لتوتير الوضع الامني في المخيم بعد الاتفاق على مبادرة فلسطينية جامعة لحمايته.

ووفق المعلومات، فقد تبين ان قد اطلاق نار مرده الى اشكال وقع بين شخصين، حيث سارعت قوات الامن الوطني الى توقيف احدهما وهو (رامي. ع) عند مدخل البركسات وسلمته الى مخابرات الجيش في صيدا عند حاجز الجيش قرب المستشفى الحكومي وقد اكد اللواء ابو عرب انه لا ينتمي الى حركة "فتح".