جرحى غزة بين ألم الإصابة ومراقبة فتح المعابر
انعكست حالة الحصار المفروضة على قطاع غزة والتي زادت في الآونة الأخيرة لتلقي بظلالها السلبية على حياة المواطنين في القطاع بشكل عام، وحياة الجرحى وذوي الإعاقة بشكل خاص، حيث شارف مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية الخاص بالجرحى وذوي الإعاقة على النفاذ.
يقول محمد الكحلوت أحد الجرحى الذين أصيبوا بالحرب الأخيرة على قطاع غزة إن الحصار المفروض على قطاع غزة يزيد من معاناة الجرحى والمرضى لمنعهم من السفر لاستكمال علاجهم بالخارج".
وأشار الكحلوت إلى أن نفاذ الدواء بات يهدد حياة المرضى والجرحى، مطالباً بضرورة فتح معبر رفح بشكل سريع ودائم ليتسنى للمرضى السفر بكل يسر.
وناشد الكحلوت جمهورية مصر العربية لرفع الحصار المفروض على القطاع وتسهيل تنقل المواطنين والبضائع عبر ميناء غزة البري، المنفذ الوحيد لسكان غزة.
وضع خطير
من جهته، قال فؤاد أبو عسكر الذي بترت قدماه خلال الحرب الأخيرة على القطاع إن وضعهم الصحي يزداد سوءً، مؤكداً أن نقص الدواء فاقم من أوجاعهم وآلامهم.
وذكر الأربعيني أبو عسكر أن جسده لم يعد يحتمل الألم ويحتاج لعملية جراحية عاجلة بالخارج؛ لكن إغلاق المعابر حال دون ذلك.
وطالب المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بتحمل مسؤولياتها أمام المحاصرين ودعمهم بكل الطرق الإنسانية المتاحة.
وعدّ أبو عسكر استمرار سياسة العقاب الجماعي على قطاع غزة وصمت المجتمع الدولي بمثابة دعم خفي للاحتلال وأعوانه بالمنطقة.
سبعيني قعيد
ولم يكن حال الحاج السبعيني أيوب مرتجى يختلف عن غيره من الجرحى، حيث بات أسير الكرسي المتحرك بعد إصابته بشظايا صاروخ صهيوني استهدف منطقته بحرب "السجيل".
ووضع الحاج مرتجى جميع العرب بخانة الاتهام، مطالباً إياهم بضرورة الإسراع بفك حصار غزة لإنقاذ ما تبقى من بين فكي الاحتلال.
ويتنقل الحاج أيوب مرتجى بين مشافي القطاع بحثاً عن دواء يسكن آلامه بعد أن عجز عن الخروج لتركيا لعمل عملية جراحية عاجلة تنقذ باقي قدمه السليمة.
مناشدات رسمية
وضم مسؤول ملف جرحى فلسطين الاستاذ الإعلامي رامي الغف صوته لصوت الجرحى والمرضى، مطالباً بفك الحصار قبل الانفجار، مناشداً الجمعية العامة للأمم المتحدة ودول كاملة العضوية بالضغط على الاحتلال لرفع الحصار عن قطاع غزة.
وأشار الإعلامي الغف إلى أن الاحتلال وأعوانه بالمنطقة يعملون على كسر شوكة غزة بكل الطرق التي يملكون، موضحاً أن المنع من السفر وإغلاق المعابر وحرمان غزة من الدواء والكهرباء دليل ذلك.
وفي نفس السياق قال الغف إن قطاع غزة يعاني من شح ونقص المستلزمات الطبية بمشافي القطاع، مضيفا أن المتوفر من الدواء لا يكفي لسد احتياجات الجرحى، مؤكداً أن إحكام الحصار قلص مخزون الدواء بالقطاع بشكل كبير وبالتالي أصبحت معاناة الجريح تتزايد.
وطالب الغف المنظمات الصحية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية إلى ضرورة التحرك لرفع الحصار عن قطاع غزة، مطلقاً نداء استغاثة للمؤسسات المعنية بقضية الجرحى لضرورة المساهمة في توفير الأدوية والمستلزمات الطبية لإنقاذهم من الأخطار التي تهدد صحتهم في حال عدم توفير الأدوية اللازمة لهم.
ناقوس الخطر
ودق الغف ناقوس الخطر اتجاه استمرار الحصار، مؤكداً أن جرحى غزة بحاجة إلى تدخل طبي وإجراء عمليات متخصصة بالخارج.
وأكد الغف أن أكثر من 1500 مريض وجريح ينتظرون بفارغ الصبر فتح معبر رفح المغلق منذ فترة طويله, داعيا إلى ضرورة احترام المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي كفلت حماية الحق في التنقل والسفر، كما طالب الحكومة بتحمل المسؤولية تجاه قطاع غزة، والكف عن سياسة إدارة الظهر لحاجات القطاع.
وأضاف الغف أن حرمان سكان قطاع غزة من حقوقهم الأساسية وسياسيات الحصار والإغلاق، ومنع التنقل الذي تفرضه قوات الاحتلال والذي تساهم فيه الأطراف الدولية والعربية والفلسطينية يؤديان إلى مضاعفة خطيرة لأعداد العاطلين عن العمل في صفوف الشباب الفلسطينيين.
وأشار الغف إلى أن إغلاق المعبر يحرم عدداً كبيراً من الجرحى وحتي المرضى من حقهم في العلاج، مما يعيق تواصل الغزيين الاجتماعي والعائلي وممارسة الشعائر الدينية.
وشدد الغف على ضرورة أن تتداعى الجهات الدولية لتحقيق مطالبنا العادلة في الرفع الكامل للحصار الظالم عن القطاع بكافة أشكاله، وألا تكون أداة في يد الاحتلال الإسرائيلي لشرعنة الحصار، وأن تعمل هذه الجهات من منطلق واجبها على إزالة كافة العقبات المقامة في وجه حقوق شعبنا، ومن أبرزها حقه في السفر وحرية التنقل.
وأضاف يجب أيضا على مصر بالسماح بدخول الوفود الطبية التي تساهم في التخفيف من معاناة المرضى في غزة.
وذكر الغف أن المئات من الجرحى والمصابين محرومون من وصول الوفود الطبية إليهم والتي توفر الكثير من تكلفة العلاج في الخارج, بالإضافة إلى عدم قدرة القطاع على متابعة حالات البتر وتركيب أطراف اصطناعية بسبب صعوبة بعض الحالات.
المصدر: وكالة نبأ
أضف تعليق
قواعد المشاركة