منذ ساعات الصباح، تبدأ أم أشرف بإعداد الطعام، كمتطوعة في (تكيَّةِ نابلس)، يساعدها العشرات من المتطوعين، لإعداد وجبات الطعام، التي توزع على فقراء المدينة ومخيماتها، طوال شهر رمضان المبارك، في محاولة لتجسيد حقيقة رسالة الإسلام السَّمحة بالتكافل، ولمسح دموع العَوَزِ والجوع، عن وجوه فقراء المدينة.

وتقول أم أشرف العبد لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "إنها تتطوع في كل عام لإعداد الطعام في هذه التكية، منذ إنشائها قبل أربعة أعوام، ويبدأ عملها يومياً فيما يقارب الساعة الثامنة صباحاً، حيث تقوم مع متطوعات أخريات، بسلق الدجاج والأرز، وإعداد الحساء، وفيما يقارب الساعة الحادية عشرة والثانية عشرة ظهراً، يتم الانتهاء من الإعداد الكامل للطعام".

وعن أصناف الطعام التي تطبخها، تشير أم أشرف إلى أنها تطبخ، الفاصولياء المجففة والفاصولياء الخضراء، والبامية، والملوخية، والسمك، والكفتة، مضيفةً: "وبالمجمل نحن نطبخ ذات الأطعمة التي تطبخ في البيوت".

وما أن تنتهي أم أشرف من الطبخ، حتى ينهمك الشاب مالك الخليلي مع زملائه المتطوعين، بتغليف وجبات الأرز مع قطع الدجاج بمغلف واحد، كما ويضع الحساء في آنية خاصة، ليتم بعدها تجميع الحِصص في أكياس خاصة، وفق قوائم معدَّةٍ من لجنة زكاة نابلس، بعدد أفراد كل أسرة، ليتم تسليمها وجبتها الغذائية.

ويقول مالك الخليلي لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "إنه مسرور جداً بعمله، فهو يشعر بالراحة لقيامه بواجبٍ يحمل هدفاً إنسانياً، مشيراً: "هذا أقل ما يمكن عمله لخدمة فقراء المدينة ومخيماتها، خاصة ونحن في شهر الخير شهر رمضان، فحقهم علينا أن ينالوا وجبة ساخنةً من الطعام كبقية المواطنين".

في حين يشير زميله بشار شقير لمراسلنا: "أنهم يعدون يومياً ما يقارب (1000-1500) وجبة، ويبدأون بتسليمها عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، للأسر المعوزة، وفق قوائم لجنة زكاة نابلس، حيث يتم الاتصال بالأسر هاتفياً صباح كل يوم، لإخبارهم بأن لهم حصصاً من الطعام، ويتم توزيع الوجبات، في مكاتب التكية المعتمدة، في مختلف مناطق المدينة ومخيماتها".

التمويل

وعن عمل التكية ومصادر تمويلها، يقول نائب رئيس زكاة نابلس والناطق الإعلامي باسمها الحاج حسنين العفوري لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" إن تكية نابلس جاءت امتداداً لموائد الرحمن التي انطلقت في المدينة، منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، وتم تقنينها وتنظيم عملها منذ العام 2012، لتصبح تابعةً لإدارة لجنة زكاة مدينة نابلس".

ويضيف العفوري: "التكية قدَّمت في شهر رمضان الماضي، ما يقارب 23 ألف وجبة طعام لفقراء وأيتام المدينة ومخيماتها، ونعمل في هذا العام - إن شاء الله- على رفع العدد ليصل إلى 30 ألف وجبة".

وأكد العفوري، أن الحملة تشمل: توزيع السلة الغذائية والتي بدأنا بتوزيع طرودها منذ بداية الشهر، إضافة لكسوة العيد، حيث تتكفل اللجنة بكسوة 5600 يتيم، وتبني و3200 عائلة على مدار العام بتوزيع المساعدات العينية والنقدية لهم.

كما تشمل الحملة تنظيم إفطار مركزي، بتاريخ (2-7) القادم، لما يقارب 3000 فقير، إضافة لتقديم وجبة السَّحور لمعتكفي ليلة القدر في مساجد مدينة ومخيمات نابلس.

وناشد العفوري التجار وأهل الخير التبرع للجنة الزكاة، لتوسيع عمل التكية ليشمل تقديم الطعام للفقراء والأيتام، ما بعد شهر رمضان وعلى مدار العام كله، حتى يعم الخير كل أرجاء المدينة.