مع إطلاق عرس التسوق في عين الحلوة

"إحياء الأمن والحركة التجارية" عصفورين في هدفٍ واحد

منذ 10 سنوات   شارك:

ميسم عزام- صيدا 

العرس ليس بالضرورة زواج رجل من امرأة، وليس بالضرورة تأسيس عائلة سعيدة، "فـعرس التسوق" الذي احتفِل بافتتاحه يوم الأحد في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطنيين في صيدا، هو عرس من نوع آخر.

وفي خطوة مهمة لإعادة الحيوية والازدهار الى سوق عين الحلوة، الذي يعتبر عصب الحياة الاقتصادية في المخيم، افتتح ممثلو القوى الوطنية والاسلامية والمبادرات الشعبية والشبابية شهر التسوق تحت مسمى "العرس". وانطلقت المبادرة لتشمل جميع المحال في السوق، فتهافت التجار إلى تخفيض الأسعار بشكل ملحوظ والإعلان عن قسائم شرائية وجوائز بالقرعة.

"الأسعار انخفضت بشكل كبير مما شجع الناس على الشراء"، قالت شيماء التي تعمل في أحد المحلات التجارية في السوق. فالسوق الذي كاد يهجر جراء الأحداث الأمنية الأخيرة عادت إليه الحركة اليوم بفعل هذه الخطوة.

لكن للشابة إسراء التي كانت تتبضع مع رفيقتها رأيٌ آخر إذ قالت لشبكتنا "على الرغم من أنّ التجار فعلوا ما بوسعهم لتخفيض الأسعار، إلاّ انّ الغلاء يبقى غلاء، ومن لم يكن بمقدوره الشراء قبل شهر التسوق، فعلى الأغلب لن يتمكن من الشراء الآن".

فبسبب تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية لغالبية سكان المخيم، وخاصة بعد دخول العدد الضخم من اللاجئين من سورية إلى المخيم، أصبح الشراء عملية تعد من الرفاهيات لا أكثر.

أمنياً

لم تكن هذه المبادرة وتلك المبادرات السابقة في أشهر التسوق التي تمّ إطلاقها في المخيم تقتصر على هدف تجاري بحت وإنما استطاعت الفصائل والقوى ولجنة تجار المخيم من خلالها "ضرب عصفورين في حجر" واحد، من خلال إحياء النفس التجاري في السوق وإرساء الأمن وإبراز الاستقرار في المخيم.

وقد أمل غسان إسماعيل عضو لجنة تجار المخيم أن تعود حركة التبادل التجاري بين المخيم وخارجه. "فالزائرون من خارج المخيم يساهمون في حركة البيع، وقد فقدنا ذلك بسبب الأحداث الأمنية الأخيرة"، يقول غسان.

ولا يخفى على أحد أنه في حال كان الأمن مستتب فبإمكان اللاجئ الانشغال بأمور أخرى تمسّ قضيته، وفي هذا قال ممثل حركة حماس في صيدا والجنوب أبو أحمد الفضل في لقاء مع شبكتنا "غير شهر التسوق هناك عدد من المواضيع التي ينبغي أن نشتغل عليها في المخيم كموضوع الأونروا والتقليصات، ومواكبة الانتفاضة الفلسطينية، حيث يعتبر مخيم عين الحلوة خزان وقود داعم لخط المقاومة، تجد فيه المسيرات في أيام الهدوء والاستقرار تعمّ أرجاء المخيم".

وتبذل الفصائل والقوى الوطنية جهداً واسعاً في تحقيق أمن المخيم بكافة السبل الممكنة، وقال قائد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في لبنان منير المقدح لشبكتنا، أنّ "الفصائل والقوى عملت على تعزيز القواطع في الآونة الأخير، وتم إعادة النظر في ترتيب القوة الأمنية الفلسطينية بشكل كامل، حيث تم ترتيب قوة فلسطينية من كلّ الفصائل تعدادها 80، إضافة للقوة الأمنية المنتشرة في المخيم.

وفي كلماتٍ قليلة عبّرت مريم عن الوضع بطريقتها "لن أكذب وأقول أننا نشعر بالأمان الآن، إنما هو تأقلم مع الخوف وتعايش مع الصراعات الكثيرة".

ومع ذلك كلّه يقبع التجار مع أملٍ في أن تعود الحياة الى سوق المخيم، كتلك التي كانت تغمره في عقود الرخاء والأمن.

 

 

 


 



السابق

فرنيّة أم أكرم بنكهة فلسطينية

التالي

حُسِم الأمر: لا عمرة لفلسطينيي ‫‏لبنان‬ بسبب الوثائق


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

حين تُنجب الأمهات للوطن وحده

في الأوطان العادية، تُنجب النساء أبناءً للحياة؛ ليكبروا، ليتعلّموا، وليحلموا بمستقبلٍ يشبههم. أمّا في فلسطين، فالأمومة ليست فعل… تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون