قطاع غزة يعيش وضعا اقتصاديا سيئا وفقرا مدقعا

منذ 11 سنة   شارك:

يلح إبراهيم (وهو اسم مستعار) بشدة على المتسوقين لشراء ربطات من النعنع الأخضر كان يضعها في «كرتونة» معلقة في رقبته، عله يجمع في نهاية اليوم شواقل معدودة تساهم في إنقاذ أسرته من فقر مدقع تعاني منه منذ سنوات.

الشاب العشريني ذو البشرة السوداء، يقول: ‹الكل يعلم الوضع الاقتصادي السيئ الذي نعيشه، لا يوجد شغل وصار الوضع ميت على الآخر....).

وكما ذكرت وكالة «سما» الاخبارية التي اوردت هذا التقرير ان ابراهيم كان قد أنهى دراسته الجامعية قبل عامين، وحاله حال الكثيرين من الشبان في قطاع غزة، حيث سدت في وجوههم أبواب مستقبل أفضل طالما حلموا به. «الواحد بيتعلم عشان يرتاح في الآخر لكن في غزة العكس»، بهذه العبارة لخص الشاب إبراهيم حال عشرات آلاف الخريجين والعاطلين عن العمل في القطاع الساحلي المحاصر.

ويذكر أن إسرائيل تفرض منذ حوالي ثماني سنوات حصارا على قطاع غزة (1.7 مليون نسمة)، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة إلى معدلات خيالية.

ويقول الخبير الاقتصادي الدكتور ماهر الطبّاع بهذا الصدد: «إن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة يهوي بتسارع كبير، حتى بات ما يقارب نصف مليون شخص فاقدين للدخل اليومي، متوقعا أن تصل نسبة البطالة خلال الأشهر المقبلة إلى 43 ? إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن».

إبراهيم يقطن مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة الذي يعد من أكثر مناطق القطاع فقرا وبؤسا، ويؤكد أنه في نهاية عمله الذي يتحمل فيه الكثير من الاستهزاء والإحراج من قبل البعض، يجمع حوالي عشرة شواقل وهي لا تذكر مع متطلبات أسرته المكونة من ثمانية أشخاص.

وقبل أيام قال المفوض العام الجديد لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» بيير كرينبول، «إن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة هو نوع من أنواع العقاب الجماعي ويعد الأطول على مر التاريخ».

وأضاف المسؤول الأممي: «إن غزة تتعرض لعقاب جماعي، وأطالب مع قادة العالم والأمم المتحدة بإنهاء هذا الحصار غير الشرعي»، مؤكدا أن «الأونروا» ستواصل تقديم خدماتها للاجئين والدفاع عنهم حتى حل قضيتهم بما فيه حق العودة.

وتشير التقارير والإحصاءات المحلية، إلى أن حوالي 80% من أهالي سكان قطاع غزة يعتمدون على المساعدات الغذائية والنقدية المقدمة من ‹الأونروا›.

وحذر الطبّاع، من أن الوضع الاقتصادي في القطاع على حافة الانهيار نتيجة استمرار إسرائيل في فرض حصارها على القطاع ومنع إدخال مواد البناء.

وأضاف: «لقد بلغ معدل البطالة 38.5% في قطاع غزة في الربع الأخير من عام 2013 ليصل إجمالي المتعطلين عن العمل إلى 159 ألف عاطل عن العمل في قطاع غزة، مشيرا إلى انضمام 51 ألف شخص إلى البطالة والفقر خلال فترة الستة شهور الماضية».

وأوضح الطباع أن الخسائر المباشرة لكافة الأنشطة الاقتصادية في قطاع غزة تجاوزت 500 مليون دولار خلال النصف الثاني من عام 2013، وذلك بفعل توقف بعض الأنشطة الاقتصادية بشكل كامل وانخفاض الإنتاجية في الأنشطة الاقتصادية الأخرى، حيث تراجعت مساهمة الأنشطة الاقتصادية في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 60% خلال تلك الفترة، هذا بالإضافة إلى ما تكبده التجار ورجال الأعمال والصناعيون من خسائر نتيجة توقف أعمالهم.

المصدر: جريدة الدستور



السابق

الأوبزرفر: معاناة اللاجئين في "اليرموك" فاقت صبرا وشاتيلا

التالي

ورشة عمل للهيئات الاستشارية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

ذاكرة الدم… من صبرا وشاتيلا إلى غزة!

في أيلول/سبتمبر 1982، كانت بيروت تختنق تحت حصارٍ خانق، وكانت المخيمات الفلسطينية في صبرا وشاتيلا مجرّد جزرٍ من الضعف في بحرٍ من ال… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير