خاص العودة- برلين 

على مدار أربعة أيامٍ متواصلة، شهدت العاصمة الألمانية برلين فعاليات ثقافية وسياسية وحقوقية ألقت الضوء على معاناة الفلسطينيين منذ نكبتهم عام 1948.

فقد اختتم التجمع الفلسطيني في ألمانيا يوم السبت 22 تشرين أول (أكتوبر) فعاليات "أسبوع فلسطين الأول في برلين" تحت عنوان "التطورات الجذرية بفلسطين منذ عام 1948".

إذ ينشط "التجمع الفلسطيني في ألمانيا" منذ تأسيسه عام 2008 في العاصمة برلين في مدن ألمانية عديدة من خلال تأسيسه لفروع عدة جنوب ووسط وغرب وشمال البلاد، لرفع الوعي حول القضية الفلسطينية بين أبناء الشعب الفلسطيني في ألمانيا وبين أوساط الرأي العام الألماني.

وإنّ ما يميّز أسبوع فلسطين الأول في برلين كونه انطلق باللغة الألمانية في خطوةٍ لفتح باب الحقيقة على كثير من القضايا الشائكة المتعلقة بقضية فلسطين أمام المهتمين الألمان أو الناطقين باللغة الألمانية.

فقد شهدت الفعاليات تقديم عروض عن الأوضاع السياسية والإنسانية التي مرت بها القضية الفلسطينية بمراحلها المختلفة. وركزت الفعاليات على مواقف السياسة الألمانية تجاه مأساة الفلسطينيين، وتلازم انتقاد إسرائيل بالعداء للسامية في ألمانيا، وإمكانيات الرعاية الصحية المتاحة للفلسطينيين.

ومن خلال هذه الفعالية، استطاع اسبوع فلسطين تسليط الضوء على الأوضاع السياسية والحقوقية والإنسانية في فلسطين، وانعكاس التحول في القضية الفلسطينية بشكلٍ عام على معاناة الشعب الفلسطيني، وتعميق الاحتلال للفجوة بين تاريخ فلسطين وحاضره في محاولته لعزل الشعب الفلسطيني عن مستقبله وتحطيم آماله بالعودة إلى أراضيه التي هجّر منها عام النكبة، وذلك بمشاركة ناشطين فلسطينيين وباحثين وأكاديميين ألمان متخصصين بقضايا الشرق الأوسط.

وجاءت الفعالية نتيجة الوعي بتقصير معظم المؤسسات الفلسطينية العاملة لخدمة القضية الفلسطينية في المدن الألمانية، والتي يسكنها 150 ألف فلسطيني، في نشر الرواية الواقعية والحقيقة للقضية الفلسطينية للمواطنين الألمان، حسبما قال ممثل "التجمع الفلسطيني في ألمانيا" في برلين، خالد الظاهر.

وتضمن الأسبوع الفلسطيني ندوات وحلقات نقاشية لأكاديميين وصحفيين وحقوقيين. حيث اعتبر الصحفي الألماني المتخصص في القضية الفلسطينية أرن شتروهايمر، أنّ دعم ألمانيا المطلق لإسرائيل وتغاضيها عن انتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين يتعارض مع الدستور الألماني الذي يؤكد على "أنّ كرامة الإنسان لا تمس".

من جانبها، أيّدت مسؤولة مبادرة "أنهوا الاحتلال الإسرائيلي" الناشطة الإسرائيلية بيريت زومر فيلد، وضع الاتحاد الأوروبي علامات تمييزية على البضائع القادمة من مستوطنات يهودية أقيمت بشكل غير قانوني في الأراضي الفلسطينية.

وفي ما يتعلّق بالعنصرية الاسرائيلية اتجاه الفلسطينيين، فقد تحدث الناشط الفلسطيني، أحمد محيسن، عن تنامي العنصرية الموجهة ضد الفلسطينيين في المجتمع الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنّ تزايد هذه المظاهر وتحولها لأزمة حياتية يومية حول الفلسطينيين إلى مواطنين من الدرجة الثالثة.

أمّا عن الانتهاكات بحقّ الأسرى والسجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وسجون السلطة الفلسطينية، فقد وثقت منظمة العفو الدولية انتهاكات عديدة تمارسها السلطات الإسرائيلية بحق آلاف الفلسطينيين من البالغين والقصر، حسبما قالت ممثلة المنظمة مارلينا تسيغلر، في كلمتها خلال الفعالية.

وبدوره، قدم اختصاصي جراحة المخ بمستشفى بون الجامعي الدكتور محمد بنات، قراءة لإمكانيات الرعاية الصحية المتاحة للفلسطينيين بأراضيهم المحتلة وفي قطاع غزة ومخيمات الشتات. وقال "إن مليون فلسطيني بقطاع غزة تخدمهم ثلاثة مستشفيات فقط تعاني نقصا كبيرا في الأجهزة والمعدات، وفي المقابل، فإنّ أربعة ملايين شخص يعيشون في إسرائيل يخدمهم 49 مستشفى تقدم إمكانيات رعاية صحية متقدمة تضاهي تلك الموجودة بألمانيا".

يشار إلى أنّ "التجمع الفلسطيني في ألمانيا" يعمل بشكلٍ مستمرّ على تقوية ارتباط الفلسطينيين بأرض الآباء والأجداد لا سيّما الجيل الثاني والثالث منهم، كما ويسعى إلى إبراز الدور الفعّال لمؤسسات المجتمع المدني في أوروبا في خدمة القضية الفلسطينية.