رغم الحصار وقلة الإمكانيات... شركة في غزة استطاعت إنتاج الغاز من المواد العضوية
زينات عياد- غزة
أدت حالة عدم الاستقرار في إمدادات الطاقة وعدم توافر مصادره البديلة في قطاع غزة إلى تزايد الفجوة بين كميات الطاقة المتوافرة وحجم الطلب، مما دفع مجموعة من الاستشاريين والمهندسين المحترفين لتكوين شركة فلسطينية خاصة في مدينة غزة لتصميم مشروع أكنان .
المشروع يهدف إلى تصميم وتطوير وحدة أبحاث نمطية لإجراء تجارب بحثية من أجل الوصول إلى النموذج الأمثل لعملية استخراج غازي الميثان وثاني أوكسيد الكربون والأسمدة الحيوية بما يحقق الجدوى الاقتصادية والبيئية والاجتماعية.
وقال مدير شركة أكنان د. محمد أبو هيبة في حديثه مع شبكة العودة الإخبارية أنّ القطاع يعاني من العجز في الكميات الواردة لغاز الطهي بنسبة 50% من حجم الطلب اليومي، مما أثّر سلباً على العديد من القطاعات الحيوية كالصحّة والصناعة والزراعة، الأمر الذي دفعنا لإنشاء مشروع أكنان في شهر نوفمبر من العام الماضي.
وخلال عدّة تجارب علمية، أثبت غاز الميثان المستخرج من المخلفات العضوية نجاعته تقنياً واقتصادياً على الصعيدين العالمي والإقليمي، حيث يتم الاستفادة منه خلال حرقه مباشرة، أو للتسخين والتدفئة أو لتوليد الكهرباء، خاصّةً مع قدوم فصل الشتاء البارد.
أما غاز ثاني أوكسيد الكربون فيستخدم بقطاع غزة في ورش الحدادة، والمشروبات الغازية، ويمكن إدخاله في الدفيئات الزراعية مما يساهم في تنشيط عملية الإنتاج، التي يمكنها التخفيف من حدّة الحصار.
ويحاصر الاحتلال غزة منذ كانون الثاني (يناير) 2006، ثم شددت سلطات الاحتلال الحصار عاماً بعد عام ليصل إلى ما هو عليه الآن، خاصّةً بعد ثلاثة حروب فتّاكة تعرّض لها قطاع غزة. ورغم اتفاق الهدنة صيف العام الماضي، لا يشعر سكان القطاع بأيّ تحسنٍ ملموس على الأوضاع المعيشية، وفي وقت تصل فيه نسبة الفقر إلى 90%، والبطالة إلى 65% وفق إحصائيات فلسطينية.
وأشار أبو هيبة أنّ المشروع استطاع أن يوفر غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون بالإضافة إلى الكومبوست الزراعي من المواد العضوية المحلية، رغم الصعوبات التي واجهها وقلة الإمكانيات المتوفرة نتيجة الحصار المفروض على قطاع غزة. مؤكّداً أن توافر كميات كبيرة من المخلفات العضوية والزراعية شجعت على إنشاء المشروع، حيث ينتج القطاع ألف طن من المخلفات العضوية وألف طن من المخلفات الزراعية يومياً.
وفي دراسة أجرتها الشركة بيّنت أنّ استغلال هذه الكميات بشكل كامل سيؤدي الى تدني المساحات المستهلكة كمكبات للنفايات الأمر الذي يعدّ حلّاً للكثير من المشاكل الصحية في القطاع.