«أكاديمية التحرير».. نحو شبابٍ فلسطينيّ رائد من قلب اللجوء اللبناني
خاص شبكة العودة الإخبارية
لم يكن اللاّجئون الفلسطينيون يوماً بمنأى عمّا يحصل حولهم في العالم العربيّ من حركات تغييرٍ وتحرير كان الشباب قادتها، يحملون التغيير هدفهم الأسمى. فكان أن حمل الشباب الفلسطينيّ في الأراضي المحتلّة شعار التحرير من خلال الانتفاضات الفلسطينية الشعبية، كما وحمل الشباب الفلسطينيّ اللاجئ في دول الشتات شعار التغيير ليكون سبّاقاً في تحرير أرضه المغتصبة وتغيير الأمة عبر العديد من الأفكار والفعاليات الشبابية المستوحاة من تجارب غربية ناجحة.
40 شاباً على طريق التحرير
ومن تلك التجارب التي استهدفت الشباب الفلسطينيّ اللاجئ وتحديداً في مدينة صيدا جنوبي لبنان هي "أكاديمية التحرير" التي عملت عليها وأطلقتها الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين. تلك الأكاديمية تجربة مستوحاة من تجارب شبابية أوروبية تهدف لبناء شخصية الشباب الأوروبي وجعلهم شباب واعي ومشارك في المجتمع.
فكانت التجربة بإطار فلسطينيّ هذه المرّة، حيث استمرّت عام ونصف لتخرّج اليوم 40 شاباً فلسطينياً خضعوا لعشرات الدورات والبرامج النظرية والعملية المتنوّعة إعلامية ودعوية وإدارية وسياسية وحقوقية، قدّمها العديد من المدرّبين المتخصصين في هذة المجالات، وذلك إيماناً من القائمين عليها بضرورة أن يكون قادة التحرير شبابٌ واسع الاطّلاع ومنخرط في كافة المجالات التي تساهم في تغيير أنفسهم وتصويبها في مسار القيادة لخدمة قضيتهم.
«هي القيادة تعتبر فعلياً أهم من الجندية فهي تبني الفرد بحيث تنتفع به الأمّة»، يقول مسؤول الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين في منطقة صيدا. حيث اعتبر أن هناك نقص كبير في المجال الحقوقي، فالكثير منّا لا يعرف حقه المسلوب من الناحية القانونية، لذلك استدعى التركيز على هذا الجانب خلال الدورات.
وسيتبع هذا التخرج اختيار الموهوبين من الشباب كلٌّ في المجال الذي برع فيه، فمنهم من برع في مجال الإعلام، ومنهم في المجال الدّعوي، والبعض في المجال الحقوقي، وسيتم تدريبهم ضمن برامج ميدانية متعدّدة.
أكاديمية تعيد ذكرى مرج الزهور
وفي تسعينات القرن الماضي وفي ذلك الوقت الذي أبعد الاحتلال الإسرائيلي فيه 400 من القادة الفلسطينيين إلى منطقة مرج الزهور في الجنوب اللبناني، اعترف رئيس حكومة الاحتلال إسحق رابين حينها أنّ كلّ الإجراءات التي قامت بها حكومته لمنع نفوذ الحركة الإسلامية في الضفة الغربية وغزة باءت بالفشل، خاصة مع بزوغ نجم هؤلاء القادة في إبعادهم الذي أحالوه منارةً للعلم والقيادة وتنظيم المهام كلٌّ حسب قدراته.
ويقول الطالب براء لمحمد في أهمية هكذا تجارب قيادية «من خلال هذه الأكاديمة استطعت أن أعرف ما المجال الذي سأبرع فيه في المستقبل، استطعت من خلالها أن أنمّي قدراتي وشخصيتي كثيراً، حتى أنني استطعت أن أطوّر نفسي لأكون مراسلاً لإحدى التلفزيونات والإذاعات المحلية في لبنان، وأنا لا أزال في عامي الجامعيّ الثاني.
وكان للطالب حسين العريض تعقيب بأسلوبه الخاص عن تجربته القيادية «هناك أشياء أهمّ بكثير من مجرّد الحصول على شهادة تخرّج من الأكاديمية، فالمهارات التي اكتسبتها والتغيير الذي أحدثته في شخصيتي أشياءٌ لا تقدّر بثمن، فخبراتي تنوّعت ووعيي بكلّ ما يجري من حولي يزداد، وأنا على ثقةٍ في أنّ هناك مستقبل زاهر ينتظرنا لنكون على قدر المسؤولية في أنّ نحمل همّ قضيتنا».